[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تنتمى يسرا إلى جيل الممثلات المصريات اللاتي لم يعلن التوبة عن الفن، ولم يكفرن المجتمع الذي يرى التلفزيون ويخرج من بيته ليشاهد السينما والمسرح، فهذا الجيل من الممثلات، تنوعت أدوارهن بشكل لافت، فقدمن فتاة الليل دون حرج، وقدمن العاشقة التي تمارس الحب دون استحياء، وقدمن أدوار الراقصة، دون أن ينتقص ذلك من قيمتهن، كما قدمن المحامية والدكتورة والصحفية.. الخ.
على عكس ممثلات السينما المصرية الآن، اللائي يتراجعن عن كل الأدوار التي قد تغضب المجتمع وتعارض قيمه المزيفة، حتى صار دور الفتاة الصالحة، هو الدور الوحيد الذي تقبل عليه الممثلات بشدة، على اعتبار أن واقع المجتمع قد خلا تماماً من نماذج فتيات الليل، وتطهر من الراقصات والعاشقات.
ربما كانت هذه الأسباب، هي التى جعلت يسرا تؤكد في حديثها مع عمرو الليثي في برنامجه الأسبوعي 'واحد من الناس' والذي عُرض فى 9 أكتوبر، أن تقول بمنتهى الصراحة 'ممكن أرتدي ملابس عارية ومايوه وأقوم بتمثيل مشاهد ساخنة بها قبلات في الأفلام، لكن كل إنسان لديه أخطاء وهذه أخطاء محدودة ربنا سوف يغفرها، وأفضل بكثير ممن يدعون الدين ولكنهم يفعلون عكس ما يقولون ودول أخطاؤهم لا تغتفر'.
قد تكون هذه الموضوعية هي الميزة الرئيسية في حوارها الطويل مع عمرو الليثي على قناة 'دريم'، لكنها كانت ميزة غير مكتملة الأركان، لأن مقدم البرنامج، طرح عليها سؤالاً عجيباً عندما قال لها 'هناك تناقض بين التزامك بالدين وما تقدمينه فى أفلامك؟
هذا السؤال التافه، شديد السطحية، والذي يطرحه أغلب مذيعي الدرجة الثالثة، فمن المفترض أن الأدوار الدرامية التي يقدمها الممثلون لا تعبر عن أنفسهم الحقيقية، فالشرير ليس شريراً بالفعل، ولا يمكن أن ينال عقاب الشرير عند الله، وكذلك الحال عندما تقدم سيدة أدواراً لفتاة ليل أو راقصة، فمن المدهش أن المذيع يطرح عليها سؤالاً يكون الرد عليه من الفنانة الكبيرة أن تعترف أن هذه الأدوار أخطاء، فهي ليست مطالبة بالتوبة من الأساس، وكان من الأفضل أن يكون الرد المثالي هو أن الدراما هي التي تتحكم في الممثل، وليست المعايير الأخلاقية والدينية، وبالتالي، لم يكن المذيع مضطراً لأن يذكر أنه يلتقي بالفنانة كل عام أثناء تأديتهم فريضة العمرة معاً.
تطرق الحديث، إلى عدة نقاط منها، حياتها الزوجية مع خالد سليم، نجل الرياضى الشهير صالح سليم، وتحدثت يسرا عن هذا الموضوع بحرص وبدبلوماسية شديدة، كعادة كل الفنانين، وقالت 'أنا دايماً بحب أتعامل مع زوجي باهتمام وأحرص على جميع طلباته، ولكن زوجي خالد شخص صعب جداً، أنا أهتم به بزيادة لكنه لا يحب الاهتمام الزائد'. وعن الغيرة بينها وبين زوجها قالت 'طبعاً هو يغير بشدة ولكن في صمت، لا يسبب لي إزعاجاً بل العكس صحيح أنا اللي نكدت عليه في مرة وكانت غيرتي عليه شديدة'.
عن تدخلاته في عملها علقت 'مستحيل لم يحدث مرة في حياتنا الزوجية أن تدخل خالد في شغلي أو طلب الاطلاع على سيناريو أحد الأفلام، ولا يتطفل على حياتي الفنية إلا من منطلق سؤال عابر حول أحد أعمالي'.
وتحدث الليثي عن الفقر في حياة يسرا، فقالت 'ظللت أنا وعائلتي سنتين ناكل بخمسين قرش فول وطعمية، أما أمي فعندما أصيبت بجلطة لم يكن لدينا مال لعلاجها ورقدت سنتين، و'ولاد الحلال' أحضروا لها الأدوية. وأضافت يسرا 'هذه اللحظات رغم قسوتها إلا أنها منحتني القوة، وأهلي أغنياء وتم تأميم ثروتهم 3 مرات'.
وعن حياتها الأسرية قالت يسرا 'أصعب وقت عندما انفصل أبي عن أمي، ولكني اكتشفت أن الانفصال يكون أفضل كثيراً من العيش بين أب وأم يكرهان بعضهما ويتشاجران باستمرار، ولكن أصعب سنوات عمري عندما عشت مع والدي الذي حرمني من استكمال تعليمي، وكان ينتقم من أمي في شخصي'.
وتحدثت يسرا بأن أصعب مرة شعرت بالظلم، كان فى حادثة تهجم أحد الرجال عليها، ومحاولة استخدام الحادث لتشويه سمعتها.
نادراً، ما يقدم فنان أو فنانة على الاعتراف بالفقر الذي عاشوا فيه، والمعاناة التي تربوا فيها، لأنها تتحول عند بعض الفنانين إلى مصدر دائم للقلق، لكن يسرا لم تعترف أنها تقدم مسلسلات ضعيفة ومستهلكة، حتى تحافظ على وجودها على الساحة الفنية، بعد أن تنكرت لها السينما، كما تنكرت لغالبية فناني جيلها، بل إنها دافعت عن هذه المسلسلات باعتبارها تقدم هدفاً وتوعية للمواطنين، وكأنها تقدم إعلانات لوزارة الصحة والسكان!
مما لا شك فيه، أن الحوار بين يسرا وعمرو الليثي، خلا من المطبات الحوارية المعتادة، وقد يبدو هذا منطقياً إذا عرفنا أن كلا منهما أصدقاء وتربطهما علاقة طويلة، ولذا ذهب الليثي إلى منزل يسرا ليجري معها الحوار، وهذه حادثة نادرة الحدوث مع فنانة مثل يسرا.
خفوت جيل فنانة كيسرا، يلاقيه خفوت ثقافي واجتماعي عام. وأن تصمد يسرا الى الآن في قناعاتها المتنورة، فهو دليل على أنها لو 'خليت خربت' على حد تعبير المثل الدارج.
إلا أن عمرو الليثي، لا يعكس خفوت جيل، فحسب، بل وأزمة جيل كامل من لحظة بدايته الى لحظة انتهائه. أو على الأقل: عمرو الليثي يعكس أزمة عمرو الليثي فقط..
الثلاثاء أغسطس 09, 2011 8:37 am من طرف مديرة المنتدى *
المزاج
