لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله,
وبعد,
الحمد لله أن هدانا للإسلام وجعلنا من خير أمة أخرجت للأنام,
اسمحوا لي في بداية طرحي لهذا الموضوع أن أنقل هذه القصة التي قرأتها في أحد المنتديات وأنا أعد للموضوع,
القصة كالتالي:
معلمه في أحد المدارس جميله وخلوقه سألوها زميلاتها في العمل لماذا لم
تتزوجي مع انك تتمتعين بالجمال ؟
فقالت: هناك امرأه لها من البنات خمس فهددها زوجها إن ولدت بنت
فسيتخلص منها وفعلا ولدت بنت فقام الرجل ووضع البنت عند باب المسجد
بعد صلاة العشاء وعند صلاة الفجر وجدها لم تؤخذ، فاحضرها إلى المنزل
وكل يوم يضعها عند المسجد وبعد الفجر يجدها ! سبعه أيام مضت على هذا الحال،
وكانت والدتها تقرا عليها...
المهم ملّ الرجل فاحضرها وفرحت بها الأم.. حملت الأم مره أخرى وعاد
الخوف من جديد فولدت هذه المرة ذكرا، ولكن البنت الكبرى ماتت،
ثم حملت بولد آخر فماتت البنت الأصغر من الكبرى !!
وهكذا إلى أن ولدت خمسه أولاد وتوفيت البنات الخمس …!!
وبقيت البنت السادسة التي كان يريد والدها التخلص منها !!
وتوفيت الأم وكبرت البنت وكبر الأولاد.
قالت المعلمة أتدرون من هي هذه البنت التي أراد والدها التخلص منها ؟؟
إنها أنا
تقول لهذا السبب لم أتزوج لأن والدي ليس له احد يرعاه وهو كبير في
السن وأنا أحضرت له خادمه وسائق أما إخوتي الخمسة الأولاد
فيحضرون لزيارته، منهم من يزوره كل شهر مره ومنهم يزوره كل
شهرين !! أما أبي فهو دائم البكاء ندما على ما فعله بي ..
للأسف الشديد, هذا ما نلمسه اليوم في واقعنا وفي بيئتنا الإسلامية وبشكل متزايد, كراهية ولادة البنات أصبحت عادة يتوارثها الأبناء من آباءهم أو جداتهم (والدة الأب) أو أجدادهم (والد الأب) وغيرهم ممن يميلون إلى هذا الفكر- وإسمحوا لي أن أطلق عليه- المتخلف والجاهلي, فإنه والله ليعيدنا إلى ما كانت عليه الجاهلية الأولي قبل مبعث سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم), عندما كان الرجل, كما ورد في كتاب الله (عز وجل) في قوله تعالى:
( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59}) النحل
والداهية والطامة الكبرى أن كثير من الرجال من يتزوج بإثنتين أو ثلاثة أو أربعة حتى يرزق بالأولاد, ولكن, ولحكمة الله لا يرزق إلا بالبنات,
فبالتالي أليس هذا بظلم فاحش يقع على هؤلاء البنات, وقد حذرنا الله عز وجل من الظلم في الحديث القدسي الذي يرويه الرسول (عليه الصلاة والسلام) عن رب العزة فيقول:
( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا )
فالبنات مخلوقات ضعيفة تحتاج إلى من يحميها ويداريها ويحن عليها, وقد وصى الرسول (عليه الصلاة والسلام) الرجال بأن يتقوا الله في النساء في قوله:
(استوصوا بالنساء خيراً فإنهن عندكم عوان), ومعنى عوان هنا, أي أسيرات يحتجن منكم (أي الرجال) كل الحنان و الرعاية,
فأنا أعجب ممن يكرهون ولادة البنات, ويتشائمون منها,
ألم يستمع هؤلاء الناس لقول الرسول (عليه الصلاة والسلام):
( من كان له ثلاث بنات يؤدبهن ، ويرحمهن ، ويكفلهن ، ويزوجهن ، وجبت له الجنة البتة)
وقوله:
( من عال ابنتين او ثلاثاً ، او أختين او ثلاثاً ، حتى يبن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وأشار بإصبعه الوسطى والتى تليها)
وغيرها من الأحاديث.
أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهننا,
لماذا المرأه هي من تتحمل قسوه المجتمع ونظرته لها من حيث خلفه البنات مع انه معروف طبيا ان الرجل هو من يحدد جنس المولود فالمرأه ليست سوى وعاء تحمل هذا الجنين؟
لماذا, لماذا عاد هذا الأمر في واقعنا الحالي؟, ما هي أسبابه؟
لماذا القوانين المطبقة على البنات لا تطبق على الأولاد؟
لماذا يأخذ الولد كامل حريته في البيت, بينما البنت لا تعرف لهذه الحرية طعماً ولا لوناً؟
لماذا تسلب البنت حقها في الميراث, بينما الولد يأخذ كل شيء؟
لماذا عندما يمرض الولد, ينقلب البيت رأساً على عقب, بينما إذا مرضت البنت لا أحد يلقي لها بالاً؟
لماذا تحرم البنت من التعليم, الذي هو فرض على كل مسلم ومسلمة, بينما الولد يأخذ كل هذا الحق؟
لماذا...لماذا...لماذا
أسئلة كثيرة لا تنتهي عما تعانيه كثير من البنات في وقتنا الحالي وفي أسرنا الإسلامية المتدينة,
ولكن,
هل سنجد لهذه الأسئلة إجابات؟
الموضوع كبير ويحتاج إلى شرح طويل, ولكن لا أريد الإطالة أكثر, فأعتقد أن الفكرة قد وصلت إلى الجميع, سأترك المجال لكم لتعبروا عن آرائكم تجاه هذا الأمر.
ولكن قبل أن أنهي حديثي,
أريد أن أسأل من يكرهون ولادة البنات سؤالاً واحدا:ً
ماذا ستفعل عندما تأتي هذه البنت يوم القيامة وتجرك على الأرض وتذهب بك إلى الواحد القهار الذي لا يظلم عنده أحد ولا يضيع عنده حق, وتقول لرب العزة: يارب سل هذا فيمَ ظلمني؟
ماذا ستكون إجابتك عندها؟