تتجه الهواتف النقالة لأن تكون في المستقبل القريب، الشيء الوحيد الذي يحمله الشخص في جيبه، مستغنياً عن محفظة نقوده، وهويته الشخصية، وبطاقة الائتمان وغيرها. إذ توقع خبراء أن يكون الشخص في غضون السنوات الخمس المقبلة قادراً على استخدام هاتفه النقال في دفع الفواتير، واستخدامه بطاقة شخصية، وشراء الحاجيات من الأسواق، واستخدامه بطاقة مرور في محطات القطار، حتى في فتح بابا المنزل.
وليس ما يقوله الخبراء صعباً جداً، فقد استطاع العديد من السكان في كوريا الجنوبية واليابان الاعتماد على الهاتف النقال في كثير من الأعمال التي ذكرت سابقاً. ففي مسح أجرته مؤسسة فوريستر للأبحاث، وجد أن 15 في المائة من بين 963 شخصاً شملهم المسح، يستخدمون الهواتف النقالة في دفع الفواتير وشراء الحاجيات من الأسواق. وكانت الولايات المتحدة قد حاولت تطبيق هذه الفكرة لكنها لم تحقق نجاحاً.
ففي نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، تعاونت شركات الاتصالات مع البنوك في الولايات المتحدة لاستخدم الهواتف النقالة في إجراء المعاملات البنكية، ومنح عدد محدد من الأشخاص لاستخدام هذه التقنية، بالإضافة لاستخدام هواتفهم بدلاً لبطاقات المواصلات العامة. لكن العينة التي تمت عليها التجارب، لم تتشجع كثيراً لهده الخدمات، كما توقعت أن تكون أكثر سهولة مما كانت عليه، وفقاً لما قاله إد كونتز المحلل في مؤسسة فوريستر.
إلا أن كونتز يرى أن الأمر مختلف الآن، ويمكن أن يصبح الهاتف النقال محفظة ومفتاحاً أيضاً، بسبب زيادة اعتماد الناس على الهاتف النقال منذ بداية العام 2009، أكثر مما كانوا عليه من قبل.
ويبلغ عدد مستخدمي الهاتف النقال نحو أربعة مليارات شخص حول العالم وفقاً لإحصائيات الاتحاد الدولي للاتصالات، ما يعني أن لكل ثلاثة أشخاص حول العالم جهازي هاتف نقال.
شركة غارتنر، وهي شركة متخصصة بأبحاث التكنولوجيا، أصدرت تقريراً في مايو/ أيار الماضي جاء فيه أن عدد مستخدمي الهاتف النقال لدفع فواتيرهم سيزداد بنسبة 70 في المائة في العام الحالي، ليصل إلى 73 مليون شخص حول العالم، فيما سيصل العدد إلى 190 مليوناً في عام 2012.